تاريخ العلاقات بين مصر والمغرب

تربط مصر بالمغرب علاقات متميزة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، يدعمها التلاحم والمصاهرة وتقارب التقاليد بين الشعبين، إضافة إلى ما هو معروف عن الشعب المغربي من ارتباطه بالفن المصري والثقافة المصرية، كما ترتبط المؤسسات الدينية في البلدين بصلات وثيقة منذ قرون.

تنظم اتفاقية التعاون الثقافي المبرمة بالقاهرة في يونيو 1959 تعاون الدولتين في مجالات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والبحث العلمي، والشئون الإسلامية، والثقافة بمختلف ألوانها (الكتب، الآثار والمتاحف التراثية، مجال الفنون التشكيلية والحرف التقليدية والمعارض، مجال السينما والمسرح والموسيقى والتكوين الأكاديمي، ثقافة الطفل، قصور الثقافة)، والشباب والرياضة، والإعلام.

يتم تعزيز التعاون في هذه المجالات المشار من خلال برامج تنفيذية تفصيلية.

التفاعل الثقافي بين الشعبين في مصر والمغرب يعود إلى عصور بعيدة، والثقافة المصرية جزء أصيل من التكوين الروحي المغربي، كما أن الإرث المغربي الروحي ماثل في مصر من التصوف، إلى العمارة، إلى الموسيقى، والأزهر باعتباره منارة العالم الإسلامي، فإن تشييده وعمارته جاءت متأثرة بمسجد القرويين في فاس عاصمة المغرب العلمية، التي كان ينطلق منها ركب الحج إلى مكة، عبوراً من مصر، والزائر المغربي للأزهر يرى التشابه القوى بمسجد القرويين، خصوصاً في الركن الفاطمي.

تجلت الصلات الروحية بين مصـر والمغرب في ارتحال علماء المغرب وطلابه إلى الديار المصرية لتلقي العلم ولقاء العلماء أو للتدريس في معاهدها، فقد اختار أحد كبار علماء المغرب الإقامة في الإسكندرية في القرن الخامس الميلادي متفرغاً للتعليم والتأليف، وهو أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوطشي وقد توفي في الإسكندرية ودفن بها عام 520 هـ.

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *